الثلاثاء، 12 فبراير 2013

التّغيّرات والإضافات التي طرأت على قوس ماركوس أوريليوس ولوكيوس فيروس بمدينة طرابلس على مرّ العصور


التّغيّرات والإضافات التي طرأت على قوس
ماركوس أوريليوس ولوكيوس فيروس
بمدينة طرابلس على مرّ العصور

مجلة ليبيا القديمة ، وهى حولية تصدرها مصلحة الآثار، العدد الأول 1995 السلسلة الجديدة ، ص ص . 23 – 24 .

من المعروف أن مدينة أويا "طرابلس" قد أسّست من قبل الكنعانيّين، ولذلك فإنّ الطّابع الحضاري الذي يصادفنا للوهلة الأولى في حياة هذه المدينة هو الطّابع الكنعاني. ومن المعروف أنّ العادات والتّقاليد والعقائد وحتّى اللّغة الكنعانيّة ظلّت مستعملة في هذه المدينة حتّى عصور متأخّرة من فترة الاستعمار الرّوماني، ولم يبق من آثار الكنعانيّين في هذه المدينة ما يدلّ على معالمهم ومؤسّساتهم، سوى هذا الموقع الذي تقوم عليه هذه المدينة، والذي يدلّ على حسن اختيار ودراية بسواحل البحر المتوسّط. ومدينة أويا "طرابلس" عكس مدينتي لبدة وصبراتة كان موقعها على الدّوام مأهولاً منذ تأسيسها أيّام الكنعانيّين وحتّى الوقت الحاضر، ولذلك فقد تلاشت جميع المباني العامّة التي أقيمت في العصور القديمة تحت مباني القرون الوسطى والحديثة ولم يبق من العالم القديمة بهذه المدينة سوى قوس ماركوس أوريليوس ولوكيوس فيروس. ومن الصّعب تحديد المساحة التي كانت تقوم عليها المدينة أثناء الهيمنة الرّومانيّة، ولكن من المعتقد أنّ السّور الإسلامي الذي كانت آثاره موجودة إلى وقت قريب، كان قد بني على بقايا سور المدينة في العصر الرّوماني، ولذلك فإنّ مساحة المدينة لا تتعدّى حدود هذا السّور. ومع ذلك لا يعني هذا أنّه لا توجد أيّ معالم أثريّة خارج هذا السّور، بل على العكس من ذلك فإنّ العديد من المعالم الأثريّة تنتشر في ضواحي المدينة، بعضها ذو طابع ديني، والبعض الآخر ترفيهي، وخير مثال على ذلك آثار منطقة قرقارش وآثار منطقة تاجوراء. وموضوع بحثنا في هذا المقال هو قوس ماركوس أوريليوس ولوكيوس فيروس الذي يقع عند منطقة باب البحر بالمدينة القديمة. ويعتبر هذا القوس الأثر الوحيد الذي استطاع أن يقاوم الزّمن ويصل إلينا وهو يعود إلى العصر الرّوماني. وسنتناول هذا القوس بالدّراسة من حيث: الموقع، والعمارة، والزّخرفة والنّقوش، وأخيراً من حيث الاستعمالات المختلفة التي مرّت بهذا القوس منذ تأسيسه حتّى الوقت الحاضر.

الموقـع:
     يرى معظم الباحثين أنّ قوس ماركوس أوريليوس ولوكيوس فيروس أنشيء عند تقاطع الشّارعين الرّئيسيّين لمدينة أويا "طرابلس"، ولذلك جاء تصميمه بأربع واجهات. ويمكن الاستنتاج أنّ الطّريق الذي كان يأتي من الميناء في اتّجاه وسط المدينة مخترقاً القوس من الواجهة الشّماليّة الشّرقيّة كان ذو أهمّيّة كبيرة. ويرى البعض الآخر من الباحثين أنّ القوس كان يتوسّط الميدان العام للمدينة "الفورم" وهو مركزها في ذلك العصر، حيث كان محاطاً بالمباني الرّئيسيّة العامّة كالمعابد ودور العدالة وأجهزة الحكم المحلّي. لكن هذا الرّأي مستبعد جدّاً لأنّ كلّ القرائن تدلّ على أنّ هذا القوس كان يقع عند تقاطع الشّارعين الرّئيسيّين للمدينة.
النّاحية المعماريّة:
     لقد كان قوس ماركوس أوريليوس ولوكيوس فيروس بمدينة أويا "طرابلس" قبيل عام 1912م يختفي تحت الرّمال حتّى منتصفه، وكانت تلتصق به المباني من جميع الجهات. ومنذ سنة 1912م، قامت مصلحة الآثار بإجراء حفريات حول هذا القوس استمرّت حتّى عام 1918م. وخلال السّنوات 1936 و1937م قام مجموعة من علماء الآثار بترميم هذا القوس. وقد ظهرت في عام 1970م دراسة متكاملة حول هذا المبنى الأثري بقلم عالم الآثار الإيطالي "سالفاتوري أوريجيما". إنّ هذا القوس من النّوع الرّباعي الفتحات، وبالتّالي فهو يحتوي على أربع واجهات معماريّة. ومن خلال القياسات التي أجريت على القوس اتّضح أنّ الأرض التي أقيم عليها هذا المبنى الأثري لم تكن مربّعة الشّكل تماماّ، وبالتّالي يمكن أن نلاحظ بسهولة تامّة أنّ الواجهتين الشّماليّة الشّرقيّة والجنوبيّة الغربيّة أعرض من الواجهتين الشّماليّة الغربيّة والجنوبيّة الشّرقيّة. فمن النّاحية المعماريّة الواجهتان الشّماليّة الشّرقيّة والجنوبيّة الغربيّة تحتوي كلّ منهما على تجويفين كانا يستعملان لوضع تماثيل رخاميّة واقفة، ويلاحظ أنّ كلّ واجهة من الواجهتين السّابقتين تزدان بستة أعمدة ساندة اثنان يحيطان بفتحة القوس، وأربعة تحيط بالتّجويف عند الجانبين.
     أمّا الواجهتان الشّماليّة الغربيّة، والجنوبيّة الشّرقيّة فمتشابهتان وقد عولجتا بطريقة معماريّة وفنّيّة أكثر دقّة من الواجهتين السّابقتين.
     ومن خلال وصف الرّحالة العبدريّ والتجاني والرّحالة الفرنسي "نيكولا دي نيكولاي"، وعن طريق الرّسومات العسكريّة التي أعدّها الأوربّيّون عن مدينة طرابلس خلال القرنين السّادس عشر والسّابع عشر، عرفنا أنّ قوس ماركوس أوريليوس ولوكيوس فيروس بهذه المدينة كان حتّى النّصف الأخير من القرن السّابع عشر يعلوه بناءاً سطحيّاً إمّا على شكل قبّة على رأي العبدريّ، وإمّا على هيئة برج مربّع الشّكل على رأي نيكولا دي نيكولاي. ويرى أوريجيما أنّ ذلك البناء يرجع إلى العصر الرّوماني إلاّ أنّنا نخالفه الرّأي، ونرى أنّه يعود للعصر الإسلامي.
     ونستخلص من كلّ هذا أنّ قوس ماركوس أوريليوس ولوكيوس فيروس بمدينة طرابلس كان يعلوه في العصر الإسلامي مبنى إمّا على شكل قبّة مرتفعة على حسب وصف الرّحالة العبدريّ، أو يعلوه برج مربّع الشّكل على حسب وصف الرّحالة الفرنسي "نيكولا دي نيكولاي"، وقد جاءت الرّسومات التي كانت تمثّل مدينة طرابلس خلال القرنين السّادس عشر والسّابع عشر لتعطي الدّليل على صحّة هذا الوصف. هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإنّ مواد بناء هذا المبنى العلويّ من القوس كانت من أحجار عاديّة. ولهذا السّبب فإنّ هذا البناء لم يقاوم تقلّبات الزمن. وعلى العكس من ذلك مواد بناء القوس نفسه كانت من الرّخام الصّلب، والتي استطاعت الصّمود حتّى وصلت إلينا في الوقت الحاضر. إنّ عمليّة سرعة انهيار واختفاء المبنى العلوي من القوس لدليل واضح بأنّه يختلف في مواد بنائه عن القوس نفسه.
     وأخيراً فإنّ المجسّات التي أجراها "أوريجيما" سنة 1912م، كانت نتائجها مخيّبة لآماله فلم تبرهن عن وجهة نظره إذ أكّدت اختلاف المواد المستعملة في بناء القوس وتلك التي شيّد بها البناء العلوي، في حين دعمت رأينا بأنّ ذلك البناء كان قد شيّد في العصر الإسلامي كجزء مكمّل لاستخدام مبنى قوس النّصر كمسجد.
النّقش والتّاريخ:
     وكما هو الحال في أقواس مدينة لبدة، فإنّ النّقش التّذكاري لقوس ماركوس أوريليوس ولوكيوس فيروس بمدينة أويا "طرابلس" كان منقوشاً أيضاً على السّاكف والإفريز. ونعتقد أنّ هذا النّقش قد نقش على الواجهات الأربع للقوس، ولكن لم يبق اليوم سوى النّقش الذي نقش على الواجهة الشّماليّة الغربيّة، وعن طريق هذا النّقش تمّ التّعرّف على أنّه شيّد تكريماً للإمبراطورين "ماركوس أوريليوس ولوكيوس فيروس" في أثناء اشتراكهما في الحكم في الفترة ما بين عام 161 – 169م بمناسبة انتصارهما على البارثيين "الفرس".
     ويبدأ النّقش بالحديث عن ألقاب الإمبراطورين ثمّ الحديث عن حاكم الولاية ونائبه، وأخيراً يذكر النّقش ذلك الشّخص الذي أنفق الأموال اللازمة لبناء هذا القوس. ومن خلال ألقاب الإمبراطورين نستطيع تحديد تاريخ بناء القوس بكلّ دقّة وهو عام 163م.
الزّخارف النّحتيّة:
     لقد كان قوس ماركوس أوريليوس ولوكيوس فيروس بمدينة أويا "طرابلس" غنيّاً جدّاّ في زخارفه النّحتيّة على كلّ واجهاته الأربع. فنجد على الواجهتين الشّماليّة الشّرقيّة والجنوبيّة الغربيّة وبالتّحديد عند الرّكنيّتين اللّتين تعلوان عقد القوس نجد إلاهات النّصر في وضع التّحليق في الجوّ وأسفلهنّ نجد رموز الإله أبوللو التي تتمثّل في مدية على شكل شوكة بالقرب منها غراب، ونجد أيضاً رموز الإلهة منيرفا متمثّلة في الخوذة والدّرع والسّهم والبومة، أسفل هذه المنحوتات وعلى كلّ واجهة من الواجهتين السّابقتين نجد المحاريب التي كانت مخصّصة لوضع تماثيل الأباطرة. ولقد أسفرت الحفريّات التي أجريت حول القوس عن اكتشاف أحد هذه التّماثيل. أمّا فيما يخصّ الواجهتين الشّماليّة الغربيّة والجنوبيّة الشّرقيّة فهما أيضاً متشابهتان.
     ونلاحظ اليوم على الواجهة الشّماليّة الغربيّة نحت بارز للإله أبوللو يركب عربة يجرّها أسدان مجنّحان ويقابل نحت أبوللو على الجانب الآخر من نفس الواجهة نحت يمثّل الإلهة منيرفا وهي بدورها راكبة عربة يجرّها زوج من أبي الهول، ونلاحظ أنّ كلّ من نحت أبوللو ونحت منيرفا يكوّنان تكامل زخرفي متناسق، ويرى أسفل كل من نحت أبوللو ونحت منيرفا والرّموز الخاصّة بهما نحتاً يمثّل أسيراً واقفاً بالحجم الطّبيعي، وإلى جانبه امرأة جالسة ومعها طفل ربّما تكون زوجة الأسير، ويلاحظ أنّ نفس المنحوتات البارزة السّالفة الذّكر تتكرّر على الواجهة الجنوبيّة الشّرقيّة، ولكن هذه الواجهة تعرّضت لعوامل التّشويه، وعليه لا يمكن التّعرّف على تفاصيل النّحت بدقّة.
الاستعمالات المختلفة لقوس ماركوس أوريليوس عقب العصر الكلاسيكي:
     مرّ هذا القوس بالعديد من التّعديلات والإضافات لكي يستعمل للعديد من الأغراض الأخرى المختلفة. ولقد قام الرّحالة العرب والأوربّيّون بوصف هذا القوس فأشاروا إلى استعمالاته المختلفة عبر العصور ابتداء من القرن الثّالث عشر الميلادي وحتّى القرن العشرين.
     ورد أقدم وصف لهذا القوس حسب التّسلسل الزّمني عن طريق الرّحالة المغربي محمد العبدريّ (688هـ – 1289م) وقدّم لنا هذا الرّحالة وصفاً دقيقاً للقوس لا يختلف عن وصف أيّ عالم آثار في العصر الحديث. وعلى الرّغم من أنّ هذا الرّحالة لم يشر إلى استعمال القوس أثناء مروره بمدينة طرابلس، إلاّ أنّ الكثير من القرائن المادّيّة تدلّ على أنّ هذا القوس استعمل مسجداً صغيراً منذ العهود الأولى لوصول الإسلام إلى مدينة طرابلس، وزار الرّحالة التجاني مدينة طرابلس بعد فترة وجيزة من زيارة الرّحالة العبدريّ (706 – 708هـ/1307 – 1309م)، وقد أشار هذا الرّحالة إلى أنّ هذا القوس حوّل إلى مسجد يصلّى فيه والسّبب في ذلك يرجع لمحاولة بعض الكبراء هدم القوس وأخذ رخامه.
     في عام 1676م، قام أحد السّجناء الفرنسيّين بوصف هذا القوس وأشار إلى أنّ هذا المبنى قد أغلق من جميع الجهات عن طريق جدران ضخمة، وأنّه استعمل مستودعاً لأشرعة وحبال السّفن.
     في نهاية القرن السّابع عشر أقام الرّحالة الفرنسي "دولا موتراي" بمدينة طرابلس خلال الفترة ما بين 21/4/ إلى 3/5/1697م، حيث أشار بأنّ القوس قد استعمل مخزناً من المخازن التّابعة لأمير البحر بمدينة طرابلس.
     لقد قام القساوسة "جود فروي" و"كوميلا" و"فيليمون" برحلة إلى مدينة طرابلس عام 1700م، وذلك لغرض التّفاوض بشأن إطلاق سراح بعض القراصنة المسيحيّين الذين وقعوا في أسر الأسطول الطرابلسي. ومن خلال إحدى رسائل هؤلاء القساوسة علمنا بأنً قوس ماركوس أوريليوس في تلك الفترة كان مستعملاً مخزناً تابعاً لقائد البحر.
     وفي عام 1731م، وصل الرّحالة "دولاكو ندامين" مدينة طرابلس وقد أشار في وصفه للقوس بأنّه قد استعمل مخزناً من قبل الأتراك.
     ومن خلال الرّحلة التي قام بها "تولوت" 1731 و1732م، تعرّفنا من خلال وصفه للقوس بأنّه مازال مستعملاً كمخزن.
     لقد استطعنا الحصول على وثيقة أخرى لاستعمالات القوس عن طريقة الكاتبة الإنجليزية "ماري ورتلي مونتاج" المعروفة لدينا باسم "مسز توللي"، والتي أشارت إلى أنّها لا تستطيع رؤية أيّ جزء من القبّة الدّاخليّة للقوس لأن سكّان المدينة حوّلوا الجزء الدّاخلي من القوس إلى مجموعة من الحوانيت.
     وفي عام 1818م، زار مدينة طرابلس الرّحالة الإنجليزي "جورج فرانسيس ليون" وأشار في وصفه للقوس بأنّ الفتحات الأربع للقوس قد سدّت واستعمل المبنى مستودعاً.
     وزار الرّحالة الألماني المشهور "هنريش بارث" مدينة طرابلس عام 1846م، وأشار إلى أنّ أحد المالطيّين قد أنشأ بداخل القوس حانة.
     أمّا الرّحّالة الألماني "جيرارد روفس" 1865م فقد أشار هو الآخر إلى وجود حانة لبيع الخمور بين جدران هذا القوس، وقد ذكر أنّ الحانة قد أغلقت بسبب وجود قانون تركي قديم بمنع تواجد الحانات قرب المساجد.
     وزار "لويجي سالفتوري" مدينة طرابلس عام 1873م، وأشار إلى أنّ القوس عاد ليستعمل حانة للخمور.
     وفي عام 1877م، زار الرّحالة الإنجليزي "إدوارد راي" مدينة طرابلس وقد أشار إلى أنّ القوس مازال مستعملاً حانة لبيع الخمور.
     وفي نفس العام تحدّث القنصل الإنجليزي بمدينة طرابلس "فرانك رينجلر ديموند هاي" عن قوس ماركوس أوريليوس ولقد أشار إلى أنّ المالك الحالي لهذا المبنى الأثري هو عجوز مالطي مهنته بيع الخمور. وقد اشترى هذا المبنى ليحوّله حانة لبيع أحقر الخمور، وبالإضافة إلى هذا فقد استعمله مخزناً.
     أمّا النّقيب الإيطالي "مانفريدو كامبيريو" فقد زار مدينة طرابلس عام 1881م، وقد ذكر أنّ هذا البناء الأثري يخصّ أحد المالكين المالطيّين وقد استعمله مخزناً لبيع الخمور بالجملة.
     بعد سنتين من زيارة "مانفريدو" زار مدينة طرابلس الصّحفي "بيتولي"، الذي أشار بأنّ القوس وقت زيارته للمدينة كان يستعمل محلاًّ للمأكولات الرّخيصة.
     وفي عام 1887م، وصف "مارك فورنيل" قوس ماركوس أوريليوس بأنّه قد تحوّل إلى مساكن حقيرة، وذكر أنّ العرب والمالطيّين شيّدوا منازلهم بين دعائم وجدران القوس.
     وفي عام 1896م، أعدّ "لويجي بريكيتي" وصفاً عن قوس ماركوس أوريليوس، وأشار إلى أنّ القوس قد حوّل عن طريق أحد اليونانيّين إلى مطعم حقير للمأكولات الخفيفة. وقد ذكر "بريكيتي" بأنً مالك هذا القوس هو القرقني.
     وذكر "ل. ج. جروت" أنّ القوس عاد ليستعمل كمخزن لبيع المشروبات الكحوليّة.
     أمّا "مابل لودمس ثود" زوجة القنصل الأمريكي في طرابلس خلال الأعوام 1900 = 1905م، فقد أشارت في كتابها إلى استعماله كمخزن للفحم.
     وقام العالم الفرنسي "هنري دو ماتزيو" بالعديد من الرّحلات في منطقة المدن الثّلاث "لبدة، أويا، صبراتة" خلال الفترة ما بين 1901 – 1906م، وألّف كتابين تناول فيهما الحياة العامّة في هذه المنطقة، في الكتاب الأوّل "عبر المدن الثّلاث" أشار بأنّ قوس ماركوس أوريليوس كان يستعمل ملهى ليلياً لكنّه في كتابه الثّاني "المدن الثّلاث أمس واليوم" أشار بأنّ هذا القوس كان يستعمل حانوتاً للبقالة.
     أمّا خلال السّنوات الأخيرة من فترة الاحتلال التّركي للبلاد فقد زار "ايوالد بانز" مدينة طرابلس وترك لنا وصفاً مقتضباً لقوس ماركوس أوريليوس أشار فيه إلى تحويله إلى حانوت لبيع الخضروات والأسماك.
     وأثناء الهيمنة الإيطاليّة على البلاد وخلال عام 1929م، زارت مدينة طرابلس سائحتان أمريكيّتان، ومن خلال رسائلهما إلى ذويهما استطعنا التّعرّف على أنّ قوس ماركوس أوريليوس كان يستعمل في بداية الاستعمار الإيطالي مسرحاً وطنيّاً وأشارتا إلى أنّ الإيطاليّين قرّروا قفل هذا المسرح لكي يقوموا بحفريات حول القوس.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق