الثلاثاء، 12 فبراير 2013

الشقـاف المخطـوط بأبـي نجيـم


الشقـاف المخطـوط بأبـي نجيـم
إعـداد : روبير مارشال . 
ترجمة مختصرة للملحق السابع لمجلة ليبيا القديمة والذى نشر باللغة الفرنسية تحت عنوان " شقاف ابو نجيم" 1992م. 
ترجمـة د. محمّد علي عيسى أبو القاسم /أمين تحرير مجلّة ليبيا القديمة.

     عرض البروفسّور رينيه ريبوفا خلال ثلاث دورات متتالية من دورات الأكاديميّة الفرنسيّة نتائج ثماني حفريات قام بها في المعسكر الرّوماني في مدينة "جولا" على تخوم مدينة أبي نجيم الحاليّة. وقد أشار البروفسّور ريبوفا إلى هذه النّتائج عدّة مرّات أخرى خلال اللّقاءات العلميّة التي كانت تعقد لمناقشة موضوع الشقاف المخطوط.
     يبلغ عدد هذا الشقاف حالياً 146 قطعة. اكتشفت المجموعة الأولى منه عام 1967م، لكنّ الكمية الكبيرة من هذا الشقاف اكتشفت عام 1971م. وقد اكتشفت آخر مجموعة منه عام 1976م. وقد انتهيت في الوقت الحاضر من إعداد المادّة العلميّة للنّشر وعلقت عليها بالشّروح اللاّزمة، وسأقدّم لكم في هذه الصّفحات النّتائج الرّئيسيّة لهذه الدّراسة الهامّة.

التّغيّرات والإضافات التي طرأت على قوس ماركوس أوريليوس ولوكيوس فيروس بمدينة طرابلس على مرّ العصور


التّغيّرات والإضافات التي طرأت على قوس
ماركوس أوريليوس ولوكيوس فيروس
بمدينة طرابلس على مرّ العصور

مجلة ليبيا القديمة ، وهى حولية تصدرها مصلحة الآثار، العدد الأول 1995 السلسلة الجديدة ، ص ص . 23 – 24 .

من المعروف أن مدينة أويا "طرابلس" قد أسّست من قبل الكنعانيّين، ولذلك فإنّ الطّابع الحضاري الذي يصادفنا للوهلة الأولى في حياة هذه المدينة هو الطّابع الكنعاني. ومن المعروف أنّ العادات والتّقاليد والعقائد وحتّى اللّغة الكنعانيّة ظلّت مستعملة في هذه المدينة حتّى عصور متأخّرة من فترة الاستعمار الرّوماني، ولم يبق من آثار الكنعانيّين في هذه المدينة ما يدلّ على معالمهم ومؤسّساتهم، سوى هذا الموقع الذي تقوم عليه هذه المدينة، والذي يدلّ على حسن اختيار ودراية بسواحل البحر المتوسّط. ومدينة أويا "طرابلس" عكس مدينتي لبدة وصبراتة كان موقعها على الدّوام مأهولاً منذ تأسيسها أيّام الكنعانيّين وحتّى الوقت الحاضر، ولذلك فقد تلاشت جميع المباني العامّة التي أقيمت في العصور القديمة تحت مباني القرون الوسطى والحديثة ولم يبق من العالم القديمة بهذه المدينة سوى قوس ماركوس أوريليوس ولوكيوس فيروس. ومن الصّعب تحديد المساحة التي كانت تقوم عليها المدينة أثناء الهيمنة الرّومانيّة، ولكن من المعتقد أنّ السّور الإسلامي الذي كانت آثاره موجودة إلى وقت قريب، كان قد بني على بقايا سور المدينة في العصر الرّوماني، ولذلك فإنّ مساحة المدينة لا تتعدّى حدود هذا السّور. ومع ذلك لا يعني هذا أنّه لا توجد أيّ معالم أثريّة خارج هذا السّور، بل على العكس من ذلك فإنّ العديد من المعالم الأثريّة تنتشر في ضواحي المدينة، بعضها ذو طابع ديني، والبعض الآخر ترفيهي، وخير مثال على ذلك آثار منطقة قرقارش وآثار منطقة تاجوراء. وموضوع بحثنا في هذا المقال هو قوس ماركوس أوريليوس ولوكيوس فيروس الذي يقع عند منطقة باب البحر بالمدينة القديمة. ويعتبر هذا القوس الأثر الوحيد الذي استطاع أن يقاوم الزّمن ويصل إلينا وهو يعود إلى العصر الرّوماني. وسنتناول هذا القوس بالدّراسة من حيث: الموقع، والعمارة، والزّخرفة والنّقوش، وأخيراً من حيث الاستعمالات المختلفة التي مرّت بهذا القوس منذ تأسيسه حتّى الوقت الحاضر.

الرّسـوم الصّخريّة اللّيبيّـة في عصر ما قبل التّاريخ


الرّسـوم الصّخريّة اللّيبيّـة
في عصر ما قبل التّاريخ

مجلة تراث الشعب التي تصدر عن وزارة الثقافة : العدد(1)1991م.

     "رسوم نادرة تعدّ معارض فنّيّة طبيعيّة يجب المحافظة عليها لأنّها تمثّل عمل أهمّ مركز حضاري لفترة عصور ما قبل التّاريخ في جنوب المتوسّط".
مقدّمـة:
الفنّ في عصور ما قبل التّاريخ:
     كانت المراحل الأولى لحياة الإنسان لا تكاد تختلف في جهة من العالم عنها في الجهات الأخرى، واشتركت الحضارات الإنسانيّة في مظاهرها الرّئيسيّة في الجزء الأكبر من العصر الحجري القديم، ولم يبدأ الاختلاف الحضاري بين أجزاء العالم إلاّ في نهاية العصر الحجري القديم وبداية العصر الحجري الوسيط.
     وأصبحت صناعة الآلات الحجريّة مع نهاية العصر الحجري القديم أقرب إلى الفنّ منها في أيّ عهد سابق. وظهرت عشرات من أنواع الآلات المختلفة مثل المكاشط الحجريّة ذات الحواف التي تستخدم في "التقشير والحك وسلخ الحيوانات"، والمثاقب التي كانت تستخدم في ثقب العظام والخشب، والإبر التي كانت تصنع من العظام وقرون الحيوانات، والأزاميل الصغيرة والمناحت ورؤوس الحراب.

الاثنين، 11 فبراير 2013

لصوص الحضارة


لصوص الحضارة
الأمريكيّون والأوروبّيّون يسرقون تراث الشّعوب:
لويـس ال14 يشيـّد قصر فرسـاي على أعمدة لبدة:
قنصل فرنسا في طرابلس يتلف 424 مخطوطة نادرة.

أ-مجلة تراث الشعب التي تصدر عن وزارة الثقافة : العدد(1)1990م.

من المؤكّد أنّ المدن الثّلاث (لبدة وأويا (طرابلس) وصبراتة) كانت تحتفظ بتراثها الحضاري حتّى قبيل مجيء الأتراك وبداية ما يعرف عند الأوربّيّين بالكشوف الجغرافيّة، ومصداقاً لهذا القول، وصف الرّحالة العرب أطلال هذه المدن، فقد مرّ بهذه البلاد العديد منهم ووصفوا تراث هذا البلد. نذكر من بين هؤلاء ابن العربي والعبدري وابن رشيد السبتي والتجاني وابن بطوطة والعيّاشي والحسين بن محمد الورتيلاني وابن ناصر وأخيراً الحشائشي ونخصّ بالذّكر من بين هؤلاء الرّحّالة العبدري الذي مرّ بالمنطقة سنة 1288م ووصف هذا الرّحالة المغربي أطلال مدينة لبدة دليل على أنّ سكّان البلاد حافظوا على التّراث القديم محافظة كبيرة، لكن الذين أضرّوا بهذا التّراث بالتّخريب والسّرقة هم الأوربيّون

تبليط شوارع مدينة لبدة وثورة تاكفاريناس


تبليط شوارع مدينة لبدة
وثورة تاكفاريناس

مجلة آثار العرب التي تصدرها مصلحة الآثار ومشروع تنظيم وإدارة المدينة القديمة طرابلس : العدد(5)1992م.

     كانت شوارع المدن في العصر الرّوماني تبلط لأن تلك الشوارع كانت تستعمل لمرور العربات. وعمليات التبليط لا تتم مباشرة بل يلزم إعداد الأرض إعداداً جيّداً عن طريق الحصى والتراب.
     لقد تعرّفنا على عمليّات تبليط شوارع مدينة لبدة عن طريق نقش تذكاري وجد على واجهتي قوس الإمبراطور تيبيريوس بمدينة لبدة.

الآثار الباقية عن القرون الخالية كما وصفها الرحالة العبدريّ


الآثار الباقية عن القرون الخالية
كما وصفها الرحالة العبدريّ
مجلة تراث الشعب التي تصدر عن وزارة الثقافة :،العدد(4)1990م.

     العبدريّ هو أبو عبد الله محمد بن محمد بن علي بن أحمد بن مسعود العبدريّ، ويبدو من لقبه العبدريّ بأن أصله عربيّ قرشيّ إذ يعود إلى عبد الدار بن قصي بن كلاب(1)، لقد استقرّ أجداده الأوائل في منطقة حاحة وهي قبائل كانت تحيط مدينة الصويرة المغربية التي تقع على ساحل المحيط الأطلسي. يعتقد بعض العلماء بأن العبدريّ يعود في أصله إلى مدينة بلنسية بالأندلس. وأوّل من أشار إلى ذلك المستشرق الأسباني "بونس بويكس" وقد تابعه الكثير من العلماء والمؤرخين وعلى رأسهم "برو كلمان" وجرجي زيدان وغيرهم كثيرون. ولكن هذا خطأ وقع فيه هؤلاء العلماء، والصحيح أن العبدريّ كان من بلاد حاحة المغربية كما يصرّح العبدريّ نفسه في العديد من المواضع من رحلته(2).

زيّ المرأة العربية الليبية في القرن السادس عشر


زيّ المرأة العربية الليبية في القرن السادس عشر
مجلة تراث الشعب التي تصدر عن وزارة الثقافة : العدد(2)1990م.

     يعدّ "نيكولاي دي نيكولاي" إحدى الشخصيات البارزة في بلاط الملك الفرنسي هنري الثاني (1547 – 1559). تقلّد عدّة وظائف لعلّ من أبرزها"
     عالم في مظهر الكون وتركيبه، وجغرافي، ورسّام، بالإضافة إلى أنّه كان عميلاً سرّياً للملك هنري الثّاني نفسه وكان "نيكولاي دي نيكولاي" مولعاً بالرحلات وحب المغامرة، وقد ابتدأ رحلاته تلك منذ سنّ الخامسة والعشرين ثم استمرت تلك الرحلات أكثر من خمس عشرة سنة، زار خلالها معظم أوروبا الغربية، ابتداءً من ألمانيا شمالها وجنوبها، فالدنمارك، والسويد، والنرويج، ثم بريطانيا، أسبانيا، ومنها انتقل إلى شمال أفريقيا فزار الجزائر، ثم رجع إلى مالطا، ومنها إلى طرابلس، ثم اتجه إلى تركيا واليونان، وأخيراً إيطاليا.

معالم من الآثار المسيحية المبكرة في ليبيا


معالم من الآثار المسيحية المبكرة في ليبيا
منذ بداية القرن الرابع – منتصف السادس الميلادي.
مجلة تراث الشعب التي تصدر عن وزارة الثقافة : العدد(6)1993م.

     مما لا شك فيه أن الديانة المسيحية كانت قد ظهرت في عهد الإمبراطورين "أغسطس" و"تيبيريوس" (31 ق.م – 37 م). ونحن لا نعرف اليوم الذي ولد فيه المسيح بالتحديد. فالبعض يرى أنه ولد في الفترة ما بين 2 – 1 ق.م، والبعض الآخر يرى أن ميلاده كان قبل عام 6 ق.م، وبعد رفع السيد المسيح إلى الله، قام الحواريون بنشر تعاليمه بين الناس. فخلال جيل واحد فقط امتدت المسيحية إلى آسيا الصغرى واليونان ووادي النيل وقبرص، وإلى كل ركن من شرق البحر المتوسط، ليس هذا فحسب بل أن الديانة الجديدة امتدت أيضاً إلى غرب البحر المتوسط حيث وصلت إلى مدينة روما نفسها، وإلى ما وراءها من الأقاليم التي تقع تحت هيمنتها.

قوس ماركوس أوريليوس عبر العصور


قوس ماركوس أوريليوس عبر العصور .

     يرى معظم الباحثين أن قوس ماركوس أوريليوس أنشىء عند تقاطع الشارعين الرئيسيين لمدينة أويا (طرابلس) ولذلك جاء تصميمه بأربع جهات. ويمكن الاستنتاج أن الطريق الذي كان يأتي من الميناء في اتجاه وسط المدينة مخترقاً القوس من الواجهة الشمالية الشرقية كان ذا أهمية كبيرة.
     ويرى البعض الآخر من الباحثين أن القوس كان يتوسط الميدان العام للمدينة (الفورم) وهو مركزها في ذلك العصر حيث كان محاطاً بالمباني الرئيسية العامة كالمعابد ودور العدالة وأجهزة الحكم المحلي. لكن هذا الرأي مستبعد جداً لأن كل القرائن تدل على أن هذا القوس كان يقع عند تقاطع الشارعين الرئيسيين للمدينة.